لا تحســـبوا رقصــــى بينكم طربا .... فالطير يرقص مذبوحــا من الألم
الجمعة، 26 سبتمبر 2014
الأربعاء، 24 سبتمبر 2014
قصيدة رائعة لنزار قبانى( رسالة من تحت الماء)
إن كنتَ صديقي.. ساعِدني
كَي أرحَلَ عَنك..
أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما كنتُ بَدأت...
إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني
كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني
كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني
كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق
*
إن كنت نبياً .. خلصني
من هذا السحر..
من هذا الكفر
حبك كالكفر.. فطهرني
من هذا الكفر..
إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني
من هذا اليَمّ..
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحب.. ولا عندي زورق..
إن كنت أعز عليك .. فخذ بيديّ
فأنا عاشقةٌ من رأسي .. حتى قدميّ
إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..
إنّي أغرق..
أغرق..
أغرق..
كَي أرحَلَ عَنك..
أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما كنتُ بَدأت...
إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني
كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني
كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني
كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق
*
إن كنت نبياً .. خلصني
من هذا السحر..
من هذا الكفر
حبك كالكفر.. فطهرني
من هذا الكفر..
إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني
من هذا اليَمّ..
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحب.. ولا عندي زورق..
إن كنت أعز عليك .. فخذ بيديّ
فأنا عاشقةٌ من رأسي .. حتى قدميّ
إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..
إنّي أغرق..
أغرق..
أغرق..
متى يعلنون وفاة العرب
1
-
أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ
تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...
وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى
ككلّ العصافير فوق الشجرْ...
أحاول رسم بلادٍ
تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما
فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي
وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...
- 2 -
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
لها برلمانٌ من الياسَمينْ.
وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.
تنامُ حمائمُها فوق رأسي.
وتبكي مآذنُها في عيوني.
أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.
ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني
- 3 -
أحاول رسم مدينةِ حبٍ...
تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...
فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...
- 4 -
رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...
ولافائدهْ...
فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...
وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-
رائحةٌ واحدهْ...
وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ
ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.
- 5 -
أحاول منذ البداياتِ...
أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...
رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.
رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...
- 6 -
أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.
فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،
وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.
وواعدتُ آخِرَ أنْثى...
ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...
- 7 -
أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي
ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...
وأنفُضَ عني غُباري.
وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...
أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...
وداعا قريشٌ...
وداعا كليبٌ...
وداعا مُضَرْ...
- 8 -
أحاول رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
سريري بها ثابتٌ
ورأسي بها ثابتٌ
لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...
ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...
- 9 -
أحاول منذ الطفولةِ
فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...
ليستقبلَ العاشقينْ...
وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...
بين الرجال...وبين النساءْ...
وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...
وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...
ولكنهم...أغلقوا فندقي...
وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...
وطُهْرِ العربْ...
وإرثِ العربْ...
فيا لَلعجبْ!!
- 10 -
أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟
أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...
وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،
وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...
وبين نُهور اللبنْ...
وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...
ولا سمكٌ في مياهِ الفُرات...
ولا قهوةٌ في عَدَنْ...
- 11 -
أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...
وأزرعَ نخلا...
ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...
أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا
ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!
- 12 -
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
خارجَ كلِ الطقوسْ...
وخارج كل النصوصْ...
وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
في أي منفى ذهبت إليه...
لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -
بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...
- 13 -
أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ
تحدّث عن أنبياء العربْ.
وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...
فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...
وبين الرُطَبْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...
لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...
وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...
وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...
فيا للعَجَبْ!!
- 14 -
أنا منذ خمسينَ عاما،
أراقبُ حال العربْ.
وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...
وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...
وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
ولا يهضمونْ...
- 15 -
أنا منذ خمسينَ عاما
أحاولُ رسمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
وحينا رسمت بلون الغضبْ.
وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:
إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...
ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
ومَن سوف يبكي عليهم؟
وليس لديهم بناتٌ...
وليس لديهم بَنونْ...
وليس هنالك حُزْنٌ،
وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!
- 16 -
أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...
رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...
وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...
فقتلى على شاشة التلفزهْ...
وجرحى على شاشة التلفزهْ...
ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...
- 17 -
أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
نتابع أحداثهُ في المساءْ.
فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟
- 18 -
أنا...بعْدَ خمسين عاما
أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...
رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...
ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...
رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...
ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...
أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ
تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...
وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى
ككلّ العصافير فوق الشجرْ...
أحاول رسم بلادٍ
تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما
فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي
وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...
- 2 -
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
لها برلمانٌ من الياسَمينْ.
وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.
تنامُ حمائمُها فوق رأسي.
وتبكي مآذنُها في عيوني.
أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.
ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني
- 3 -
أحاول رسم مدينةِ حبٍ...
تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...
فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...
- 4 -
رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...
ولافائدهْ...
فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...
وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-
رائحةٌ واحدهْ...
وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ
ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.
- 5 -
أحاول منذ البداياتِ...
أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...
رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.
رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...
- 6 -
أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.
فبعضُ القصائدِ قبْرٌ،
وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.
وواعدتُ آخِرَ أنْثى...
ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...
- 7 -
أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي
ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...
وأنفُضَ عني غُباري.
وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...
أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...
وداعا قريشٌ...
وداعا كليبٌ...
وداعا مُضَرْ...
- 8 -
أحاول رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
سريري بها ثابتٌ
ورأسي بها ثابتٌ
لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...
ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...
- 9 -
أحاول منذ الطفولةِ
فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...
ليستقبلَ العاشقينْ...
وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...
بين الرجال...وبين النساءْ...
وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...
وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...
ولكنهم...أغلقوا فندقي...
وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...
وطُهْرِ العربْ...
وإرثِ العربْ...
فيا لَلعجبْ!!
- 10 -
أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ؟
أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...
وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا،
وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...
وبين نُهور اللبنْ...
وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...
ولا سمكٌ في مياهِ الفُرات...
ولا قهوةٌ في عَدَنْ...
- 11 -
أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...
وأزرعَ نخلا...
ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...
أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا
ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!
- 12 -
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
خارجَ كلِ الطقوسْ...
وخارج كل النصوصْ...
وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
في أي منفى ذهبت إليه...
لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -
بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...
- 13 -
أحاول - مذْ كنتُ طفلا، قراءة أي كتابٍ
تحدّث عن أنبياء العربْ.
وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...
فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...
وبين الرُطَبْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...
لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...
وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...
وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...
فيا للعَجَبْ!!
- 14 -
أنا منذ خمسينَ عاما،
أراقبُ حال العربْ.
وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...
وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...
وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
ولا يهضمونْ...
- 15 -
أنا منذ خمسينَ عاما
أحاولُ رسمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
وحينا رسمت بلون الغضبْ.
وحين انتهى الرسمُ، ساءلتُ نفسي:
إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...
ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
ومَن سوف يبكي عليهم؟
وليس لديهم بناتٌ...
وليس لديهم بَنونْ...
وليس هنالك حُزْنٌ،
وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!
- 16 -
أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...
رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...
وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...
فقتلى على شاشة التلفزهْ...
وجرحى على شاشة التلفزهْ...
ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...
- 17 -
أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
نتابع أحداثهُ في المساءْ.
فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟
- 18 -
أنا...بعْدَ خمسين عاما
أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...
رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...
ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...
رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...
ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...
من اشعار بشار ابن برد
الأَرْضُ مُظْلِمة ٌ والنَّارُ مُشْرِقَة ٌ = والنارُ معبودة ٌ مذ كانت النارُ
ومن عجب الأيام أن قمت ناطقاً = وأنت ضئيلُ الصوت منتفخ السحر
أديسم يا بن الذئب من نسل زارع = أروي هجائي سادراً غير مقصرِ
ماء الصبابة نار الشوق تحدره = فَهَل سمعتْم بماءٍ فاض من نار
سَلَبْتِ عِظَامِي لَحْمَهَا فَتَرَكْتِهَا = عَوَارِيَ فِي أَجْلاَدِهَا تَتَكَسَّرُ
وَأَخْلَيْتِ منها مُخَّها فترَكْتِهَا = أنابيب في أجوافها الريح تصفرُ
الدهر طلاّعٌ بأحداثه = ورُسْلُه فيها المقادير
محجوبة ً تنفذ أحكامها = ليس لنا عن ذاك تأخير
طال هذا الليلُ بل طال السهر = ولقد أعْرِفُ ليلي بالقِصَر
لم يَطُل حتى جفاني شادِنٌ = ناعم الأطراف فتان النظر
ارفق بعمرو إذا حركت نسبتهُ = فإنه عربي من قوارير
ما زال في كير حداد يردده = حَتَّى بَدَا عَرَبِيًّا مُظْلِمَ النُّورِ
وعَيَّرَنِي الأَعْدَاءُ والعيبُ فيهمُ = وليسَ بعارٍ أن يُقال ضَرِيرُ
إِذا أبصر المرءُ المروءة والتُّقى = فإنّ عَمَى العينين ليس يَضيرُ
ألا إن أبا زيدٍ = زنى في ليلة القدر
ولم يرْعَ تعالى اللَّـ = ـهُ ربي حُرْمَة َ الشهر
أَبا حذَيْفَة َ قد أُوتِيتَ مُعْجَبة ً = من خُطْبَة ٍ بَدَهَت من غير تقديرِ
وإن قولاً يروق الخالدين معاً = لمسكتٌ مخرسٌ عن كل تحبير
أبا عمرٍ ما في طلابيك حاجة ٌ = وَلاَ في الذي منَّيْتَنا ثُمَّ أضْجَر
وعدت فلم تصدق وقلت غداً غداً = كما وُعد الكمون شُرْباً مُؤخر
لا أَظْلِمُ اللَّيْلَ ولا أَدَّعِي = أن نجوم الليل ليست تغور
ليلي كما شاءت فإن لم تزر = طال وإن زارت فليلي قصير
أما البخيلُ فلستُ أعذلهُ = كل امرئٍ يعطي على قدره
أعطى البخيل فما انتفعتُ بهِ = وكذاك من يعطيك من كَدَرِه
وخذي ملابس زينة = ومصبغات هن أنور
وإذا دخلنا فادخلي = في الحمر إن الحسن أحمرْ
كأن إبريقنا والقطر في فمه = طير تناولَ ياقوتا بمنقار
ألم تَرَنِي وَيَحْيَى قَدْ حَجَجْنَا = وكانَ الحجُّ من خَيْرِ التجاره
خرجْنا طالبَي خير وبر = فمال بنا الطريق إلى زراره
أصبحتَ مولى ذي الجلال وبعضهم = مولى العُريبِ فجد بفضلكَ وافخرِ
مولاك أكرمُ من تميم كلها = أهلِ الفَعَالِ ومن قُرَيْش الْمَعشَرِ
يا خليلَيَّ أَصِيبا أو ذَرَا = ليس كل البرق يهدي المطرا
لا تكونا كامرىء صاحبتُه = يترك العَيْنَ ويَبْغِي الأَثرا
كَأنَّ بنِي سَدُوسٍ رَهْط ثَوْرٍ = خنافسُ تحت منكسرِ الجدار
تحرِّكُ للفخار زُبانَيَيْها = وفخر الخنفساء من الصغارِ
مسني من صدود عبدة ضر = فبناتُ الفؤاد ما تستقر
ذاك شيءٌ فِي القلْب من حُبّ عَبَّا = دة بادٍ وباطنٌ يستسرُّ
يا واحِدَ العرَبِ الذِي = أمسى وليس له نظير
لو كان مِثْلكَ آخَر = ما كانَ فِي الدنيا فقير
إبليسُ خيرٌ من أبيكم آدمُ = فتنبهوا يا معشرَ الفجار
إبليس من نارٍ وآدمُ طينة ٌ = والأَرْضُ لا تَسْمُو سُمُوَّ النَّارِ
ومسْبَح للسَّمام تَعْضُدُهُ = يهماءُ ما في أديمها أثر
كأنَّهَا بالضحى إِذَا مَرِجَتْ = يَمٌّ تداعَى تَيَّارُهُ الأَشِرُ
قال رِيمٌ مُرَعَّثٌ = سَاحِرُ الطَّرْفِ والنَّظَرْ
لست والله نائلي = قُلْتُ أو يَغْلِبَ القدَرْ
عنْ يَمِينِي وعنْ يسارِي وقُدَّا = مِي وخلْفِي الهَوَى فكيف أَفِرُّ
أَنا إِنْ زُلْتُ عن مَقَامي لأَمْرٍ = رَابَنِي تحْتَ أَخْمَصي مايضُرُّ
يَا عَبْدَ حُبِّي لَكِ مَسْتُور = وكل حب غيره زور
إن كان هجري سَرَّكُمْ فاهْجُرُوا = إِنِّي بما سَرَّكِ مَسْرُورُ
لِعَبْدَة َ دارٌ ما تُكَلِّمُنَا الدَّارُ = تلوحُ مغانيها كما لاح أسطارُ
أسَائِلُ أَحْجَاراً ونُؤْياً مُهَدَّماً = وكيف يجيبُ القول نؤيٌ وأحجارُ
وما ظَفِرَتْ عيني غَدَاة َ لَقِيتُهَا = بشيء سوى أطرافها والمحاجر
وحوراء من حور الجنان غريرة ٍ = يَرَى وجْهَهُ فِي وجهِهَا كُلُّ نَاظِرِ
وأَبْدَى البلَى فيها سُطُوراً مُبِينَة ً = عِبارَاتُهَا أَنْ كلُّ بيتٍ سَيَدْثُرُ
وقفتُ بها صحبي فظلت عراصها = بدمعِي وأنفاسِي تُرَاحُ وتُمْطَرُ
ومن عجب الأيام أن قمت ناطقاً = وأنت ضئيلُ الصوت منتفخ السحر
أديسم يا بن الذئب من نسل زارع = أروي هجائي سادراً غير مقصرِ
ماء الصبابة نار الشوق تحدره = فَهَل سمعتْم بماءٍ فاض من نار
سَلَبْتِ عِظَامِي لَحْمَهَا فَتَرَكْتِهَا = عَوَارِيَ فِي أَجْلاَدِهَا تَتَكَسَّرُ
وَأَخْلَيْتِ منها مُخَّها فترَكْتِهَا = أنابيب في أجوافها الريح تصفرُ
الدهر طلاّعٌ بأحداثه = ورُسْلُه فيها المقادير
محجوبة ً تنفذ أحكامها = ليس لنا عن ذاك تأخير
طال هذا الليلُ بل طال السهر = ولقد أعْرِفُ ليلي بالقِصَر
لم يَطُل حتى جفاني شادِنٌ = ناعم الأطراف فتان النظر
ارفق بعمرو إذا حركت نسبتهُ = فإنه عربي من قوارير
ما زال في كير حداد يردده = حَتَّى بَدَا عَرَبِيًّا مُظْلِمَ النُّورِ
وعَيَّرَنِي الأَعْدَاءُ والعيبُ فيهمُ = وليسَ بعارٍ أن يُقال ضَرِيرُ
إِذا أبصر المرءُ المروءة والتُّقى = فإنّ عَمَى العينين ليس يَضيرُ
ألا إن أبا زيدٍ = زنى في ليلة القدر
ولم يرْعَ تعالى اللَّـ = ـهُ ربي حُرْمَة َ الشهر
أَبا حذَيْفَة َ قد أُوتِيتَ مُعْجَبة ً = من خُطْبَة ٍ بَدَهَت من غير تقديرِ
وإن قولاً يروق الخالدين معاً = لمسكتٌ مخرسٌ عن كل تحبير
أبا عمرٍ ما في طلابيك حاجة ٌ = وَلاَ في الذي منَّيْتَنا ثُمَّ أضْجَر
وعدت فلم تصدق وقلت غداً غداً = كما وُعد الكمون شُرْباً مُؤخر
لا أَظْلِمُ اللَّيْلَ ولا أَدَّعِي = أن نجوم الليل ليست تغور
ليلي كما شاءت فإن لم تزر = طال وإن زارت فليلي قصير
أما البخيلُ فلستُ أعذلهُ = كل امرئٍ يعطي على قدره
أعطى البخيل فما انتفعتُ بهِ = وكذاك من يعطيك من كَدَرِه
وخذي ملابس زينة = ومصبغات هن أنور
وإذا دخلنا فادخلي = في الحمر إن الحسن أحمرْ
كأن إبريقنا والقطر في فمه = طير تناولَ ياقوتا بمنقار
ألم تَرَنِي وَيَحْيَى قَدْ حَجَجْنَا = وكانَ الحجُّ من خَيْرِ التجاره
خرجْنا طالبَي خير وبر = فمال بنا الطريق إلى زراره
أصبحتَ مولى ذي الجلال وبعضهم = مولى العُريبِ فجد بفضلكَ وافخرِ
مولاك أكرمُ من تميم كلها = أهلِ الفَعَالِ ومن قُرَيْش الْمَعشَرِ
يا خليلَيَّ أَصِيبا أو ذَرَا = ليس كل البرق يهدي المطرا
لا تكونا كامرىء صاحبتُه = يترك العَيْنَ ويَبْغِي الأَثرا
كَأنَّ بنِي سَدُوسٍ رَهْط ثَوْرٍ = خنافسُ تحت منكسرِ الجدار
تحرِّكُ للفخار زُبانَيَيْها = وفخر الخنفساء من الصغارِ
مسني من صدود عبدة ضر = فبناتُ الفؤاد ما تستقر
ذاك شيءٌ فِي القلْب من حُبّ عَبَّا = دة بادٍ وباطنٌ يستسرُّ
يا واحِدَ العرَبِ الذِي = أمسى وليس له نظير
لو كان مِثْلكَ آخَر = ما كانَ فِي الدنيا فقير
إبليسُ خيرٌ من أبيكم آدمُ = فتنبهوا يا معشرَ الفجار
إبليس من نارٍ وآدمُ طينة ٌ = والأَرْضُ لا تَسْمُو سُمُوَّ النَّارِ
ومسْبَح للسَّمام تَعْضُدُهُ = يهماءُ ما في أديمها أثر
كأنَّهَا بالضحى إِذَا مَرِجَتْ = يَمٌّ تداعَى تَيَّارُهُ الأَشِرُ
قال رِيمٌ مُرَعَّثٌ = سَاحِرُ الطَّرْفِ والنَّظَرْ
لست والله نائلي = قُلْتُ أو يَغْلِبَ القدَرْ
عنْ يَمِينِي وعنْ يسارِي وقُدَّا = مِي وخلْفِي الهَوَى فكيف أَفِرُّ
أَنا إِنْ زُلْتُ عن مَقَامي لأَمْرٍ = رَابَنِي تحْتَ أَخْمَصي مايضُرُّ
يَا عَبْدَ حُبِّي لَكِ مَسْتُور = وكل حب غيره زور
إن كان هجري سَرَّكُمْ فاهْجُرُوا = إِنِّي بما سَرَّكِ مَسْرُورُ
لِعَبْدَة َ دارٌ ما تُكَلِّمُنَا الدَّارُ = تلوحُ مغانيها كما لاح أسطارُ
أسَائِلُ أَحْجَاراً ونُؤْياً مُهَدَّماً = وكيف يجيبُ القول نؤيٌ وأحجارُ
وما ظَفِرَتْ عيني غَدَاة َ لَقِيتُهَا = بشيء سوى أطرافها والمحاجر
وحوراء من حور الجنان غريرة ٍ = يَرَى وجْهَهُ فِي وجهِهَا كُلُّ نَاظِرِ
وأَبْدَى البلَى فيها سُطُوراً مُبِينَة ً = عِبارَاتُهَا أَنْ كلُّ بيتٍ سَيَدْثُرُ
وقفتُ بها صحبي فظلت عراصها = بدمعِي وأنفاسِي تُرَاحُ وتُمْطَرُ
سينية البحتري
صنت نفسي عما يدنس نفسي *** وَتَرَفَّعتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ
وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني الدَهـ *** ـرُ التِماسًا مِنهُ لِتَعسي وَنَكسي
بُلَغٌ مِن صُبابَةِ العَيشِ عِندي *** طَفَّفَتها الأَيّامُ تَطفيفَ بَخسِ
وَبَعيدٌ مابَينَ وارِدِ رِفْهٍ *** عَلَلٍ شُربُهُ وَوارِدِ خِمسِ
وَكَأَنَّ الزَمانَ أَصبَحَ مَحمو *** لًا هَواهُ مَعَ الأَخَسِّ الأَخَسِّ
وَاشتِرائي العِراقَ خُطَّةُ غَبنٍ *** بَعدَ بَيعي الشَآمَ بَيعَةَ وَكسِ
لاتَرُزني مُزاوِلًا لِاختِباري *** بَعدَ هَذي البَلوى فَتُنكِرَ مَسّي
وَقَديمًا عَهِدَتني ذا هَناتٍ *** آبِياتٍ عَلى الدَنِيّاتِ شُمسِ
وَلَقَد رابَني نُبُوُّ ابنُ عَمّي *** بَعدَ لينٍ مِن جانِبَيهِ وَأُنسِ
وَإِذا ماجُفيتُ كُنتُ جَديرًا *** أَن أَرى غَيرَ مُصبِحٍ حَيثُ أُمسي
حَضَرَت رَحلِيَ الهُمومُ فَوَجَّهـ *** ـتُ إِلى أَبيَضِ المَدائِنِ عَنسي
أَتَسَلّى عَنِ الحُظوظِ وَآسى *** لِمَحَلٍّ مِن آلِ ساسانَ دَرسِ
أَذكَرتِنيهُمُ الخُطوبُ التَوالي *** وَلَقَد تُذكِرُ الخُطوبُ وَتُنسي
وَهُمُ خافِضونَ في ظِلِّ عالٍ *** مُشرِفٍ يَحسِرُ العُيونَ وَيُخسي
مُغلَقٍ بابُهُ عَلى جَبَلِ القَبـ *** ـقِ إِلى دارَتَي خِلاطَ وَمُكسِ
حِلَلٌ لَم تَكن كَأَطلالِ سُعدى *** في قِفارٍ مِنَ البَسابِسِ مُلسِ
وَمَساعٍ لَولا المُحاباةُ مِنّي *** لَم تُطِقها مَسعاةُ عَنسٍ وَعَبسِ
نَقَلَ الدَهرُ عَهدَهُنَّ عَنِ الـ *** ـجِدَّةِ حَتّى رَجَعنَ أَنضاءَ لُبسِ
فَكَأَنَّ الجِرْمازَ مِن عَدَمِ الأُنـ *** ـسِ وَإِخلالِهِ بَنِيَّةُ رَمسِ
لَو تَراهُ عَلِمتَ أَنَّ اللَيالي *** جَعَلَت فيهِ مَأتَمًا بَعدَ عُرسِ
وَهوَ يُنبيكَ عَن عَجائِبِ قَومٍ *** لايُشابُ البَيانُ فيهِم بِلَبسِ
وَإِذا مارَأَيتَ صورَةَ أَنطا *** كِيَّةَ اِرتَعتَ بَينَ رومٍ وَفُرسِ
وَالمَنايا مَواثِلٌ وَأَنوشِر *** وانَ يُزجى الصُفوفَ تَحتَ الدِرَفسِ
في اخضِرارٍ مِنَ اللِباسِ عَلى أَصـ *** ـفَرَ يَختالُ في صَبيغَةِ وَرسِ
وَعِراكُ الرِجالِ بَينَ يَدَيهِ *** في خُفوتٍ مِنهُم وَإِغماضِ جَرسِ
مِن مُشيحٍ يَهوى بِعامِلِ رُمحٍ *** وَمُليحٍ مِنَ السِنانِ بِتُرسِ
تَصِفُ العَينُ أَنَّهُم جِدُّ أَحيا *** ءَ لَهُم بَينَهُم إِشارَةُ خُرسِ
يَغتَلي فيهِم ارتِابي حَتّى *** تَتَقَرّاهُمُ يَدايَ بِلَمسِ
قَد سَقاني وَلَم يُصَرِّد أَبو الغَو *** ثِ عَلى العَسكَرَينِ شَربَةَ خُلسِ
مِن مُدامٍ تَظُنُّها وَهيَ نَجمٌ *** ضَوَّأَ اللَيلَ أَو مُجاجَةُ شَمسِ
وَتَراها إِذا أَجَدَّت سُرورًا *** وَارتِياحًا لِلشارِبِ المُتَحَسّي
أُفرِغَت في الزُجاجِ مِن كُلِّ قَلبٍ *** فَهيَ مَحبوبَةٌ إِلى كُلِّ نَفسِ
وَتَوَهَّمتُ أَنَّ كِسرى أَبَرويـ *** ـزَ مُعاطِيَّ وَالبَلَهبَذَ أُنسي
حُلُمٌ مُطبِقٌ عَلى الشَكِّ عَيني *** أَم أَمانٍ غَيَّرنَ ظَنّي وَحَدسي
وَكَأَنَّ الإيوانَ مِن عَجَبِ الصَنـ *** ـعَةِ جَوبٌ في جَنبِ أَرعَنَ جِلسِ
يُتَظَنّى مِنَ الكَآبَةِ إِذ يَبـ *** ـدو لِعَينَي مُصَبِّحٍ أَو مُمَسّي
مُزعَجًا بِالفِراقِ عَن أُنسِ إِلفٍ *** عَزَّ أَو مُرهَقًا بِتَطليقِ عِرسِ
عَكَسَت حَظُّهُ اللَيالي وَباتَ الـ *** ـمُشتَري فيهِ وَهوَ كَوكَبُ نَحسِ
فَهوَ يُبدي تَجَلُّدًا وَعَلَيهِ *** كَلكَلٌ مِن كَلاكِلِ الدَهرِ مُرسي
لَم يَعِبهُ أَن بُزَّ مِن بُسُطِ الديـ *** ـباجِ وَاستَلَّ مِن سُتورِ الدِّمَقسِ
مُشمَخِّرٌ تَعلو لَهُ شُرُفاتٌ *** رُفِعَت في رُؤوسِ رَضوى وَقُدسِ
لابِساتٌ مِنَ البَياضِ فَما تُبـ *** ـصِرُ مِنها إِلّا غَلائِلَ بُرسِ
لَيسَ يُدرى أَصُنعُ إِنسٍ لِجِنٍّ *** سَكَنوهُ أَم صُنعُ جِنٍّ لِإِنسِ
غَيرَ أَنّي أراه يَشهَدُ أَن لَم *** يَكُ بانيهِ في المُلوكِ بِنُكسِ
فَكَأَنّي أَرى المَراتِبَ وَالقَو *** مَ إِذا ما بَلَغتُ آخِرَ حِسّي
وَكَأَنَّ الوُفودَ ضاحينَ حَسرى *** مِن وُقوفٍ خَلفَ الزِحامِ وَخنسِ
وَكَأَنَّ القِيانَ وَسطَ المَقاصيـ *** ـرِ يُرَجِّعنَ بَينَ حُوٍ وَلُعسِ
وَكَأَنَّ اللِقاءَ أَوَّلَ مِن أَمـ *** ـسٍ وَوَشكَ الفِراقِ أَوَّلَ أَمسِ
وَكَأَنَّ الَّذي يُريدُ اتِّباعًا *** طامِعٌ في لُحوقِهِم صُبحَ خَمسِ
عُمِّرَت لِلسُرورِ دَهرًا فَصارَت *** لِلتَعَزّي رِباعُهُم وَالتَأَسّي
فَلَها أَن أُعينَها بِدُموعٍ *** موقَفاتٍ عَلى الصَبابَةِ حُبسِ
ذاكَ عِندي وَلَيسَت الدارُ داري *** باِقتِرابٍ مِنها وَلا الجِنسُ جِنسي
غَيرَ نُعمى لِأَهلِها عِندَ أَهلي *** غَرَسوا مِن زَكائِها خَيرَ غَرسِ
أَيَّدوا مُلكَنا وَشَدّوا قُواهُ *** بِكُماةٍ تَحتَ السَنَّورِ حُمسِ
وَأَعانوا عَلى كَتائِبِ أَريا *** طَ بِطَعنٍ عَلى النُحورِ وَدَعسِ
وَأَراني مِن بَعدُ أَكلَفُ بِالأَشـ *** ـرافِ طُرًّا مِن كُلِّ سِنخِ وَأُسِّ
وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني الدَهـ *** ـرُ التِماسًا مِنهُ لِتَعسي وَنَكسي
بُلَغٌ مِن صُبابَةِ العَيشِ عِندي *** طَفَّفَتها الأَيّامُ تَطفيفَ بَخسِ
وَبَعيدٌ مابَينَ وارِدِ رِفْهٍ *** عَلَلٍ شُربُهُ وَوارِدِ خِمسِ
وَكَأَنَّ الزَمانَ أَصبَحَ مَحمو *** لًا هَواهُ مَعَ الأَخَسِّ الأَخَسِّ
وَاشتِرائي العِراقَ خُطَّةُ غَبنٍ *** بَعدَ بَيعي الشَآمَ بَيعَةَ وَكسِ
لاتَرُزني مُزاوِلًا لِاختِباري *** بَعدَ هَذي البَلوى فَتُنكِرَ مَسّي
وَقَديمًا عَهِدَتني ذا هَناتٍ *** آبِياتٍ عَلى الدَنِيّاتِ شُمسِ
وَلَقَد رابَني نُبُوُّ ابنُ عَمّي *** بَعدَ لينٍ مِن جانِبَيهِ وَأُنسِ
وَإِذا ماجُفيتُ كُنتُ جَديرًا *** أَن أَرى غَيرَ مُصبِحٍ حَيثُ أُمسي
حَضَرَت رَحلِيَ الهُمومُ فَوَجَّهـ *** ـتُ إِلى أَبيَضِ المَدائِنِ عَنسي
أَتَسَلّى عَنِ الحُظوظِ وَآسى *** لِمَحَلٍّ مِن آلِ ساسانَ دَرسِ
أَذكَرتِنيهُمُ الخُطوبُ التَوالي *** وَلَقَد تُذكِرُ الخُطوبُ وَتُنسي
وَهُمُ خافِضونَ في ظِلِّ عالٍ *** مُشرِفٍ يَحسِرُ العُيونَ وَيُخسي
مُغلَقٍ بابُهُ عَلى جَبَلِ القَبـ *** ـقِ إِلى دارَتَي خِلاطَ وَمُكسِ
حِلَلٌ لَم تَكن كَأَطلالِ سُعدى *** في قِفارٍ مِنَ البَسابِسِ مُلسِ
وَمَساعٍ لَولا المُحاباةُ مِنّي *** لَم تُطِقها مَسعاةُ عَنسٍ وَعَبسِ
نَقَلَ الدَهرُ عَهدَهُنَّ عَنِ الـ *** ـجِدَّةِ حَتّى رَجَعنَ أَنضاءَ لُبسِ
فَكَأَنَّ الجِرْمازَ مِن عَدَمِ الأُنـ *** ـسِ وَإِخلالِهِ بَنِيَّةُ رَمسِ
لَو تَراهُ عَلِمتَ أَنَّ اللَيالي *** جَعَلَت فيهِ مَأتَمًا بَعدَ عُرسِ
وَهوَ يُنبيكَ عَن عَجائِبِ قَومٍ *** لايُشابُ البَيانُ فيهِم بِلَبسِ
وَإِذا مارَأَيتَ صورَةَ أَنطا *** كِيَّةَ اِرتَعتَ بَينَ رومٍ وَفُرسِ
وَالمَنايا مَواثِلٌ وَأَنوشِر *** وانَ يُزجى الصُفوفَ تَحتَ الدِرَفسِ
في اخضِرارٍ مِنَ اللِباسِ عَلى أَصـ *** ـفَرَ يَختالُ في صَبيغَةِ وَرسِ
وَعِراكُ الرِجالِ بَينَ يَدَيهِ *** في خُفوتٍ مِنهُم وَإِغماضِ جَرسِ
مِن مُشيحٍ يَهوى بِعامِلِ رُمحٍ *** وَمُليحٍ مِنَ السِنانِ بِتُرسِ
تَصِفُ العَينُ أَنَّهُم جِدُّ أَحيا *** ءَ لَهُم بَينَهُم إِشارَةُ خُرسِ
يَغتَلي فيهِم ارتِابي حَتّى *** تَتَقَرّاهُمُ يَدايَ بِلَمسِ
قَد سَقاني وَلَم يُصَرِّد أَبو الغَو *** ثِ عَلى العَسكَرَينِ شَربَةَ خُلسِ
مِن مُدامٍ تَظُنُّها وَهيَ نَجمٌ *** ضَوَّأَ اللَيلَ أَو مُجاجَةُ شَمسِ
وَتَراها إِذا أَجَدَّت سُرورًا *** وَارتِياحًا لِلشارِبِ المُتَحَسّي
أُفرِغَت في الزُجاجِ مِن كُلِّ قَلبٍ *** فَهيَ مَحبوبَةٌ إِلى كُلِّ نَفسِ
وَتَوَهَّمتُ أَنَّ كِسرى أَبَرويـ *** ـزَ مُعاطِيَّ وَالبَلَهبَذَ أُنسي
حُلُمٌ مُطبِقٌ عَلى الشَكِّ عَيني *** أَم أَمانٍ غَيَّرنَ ظَنّي وَحَدسي
وَكَأَنَّ الإيوانَ مِن عَجَبِ الصَنـ *** ـعَةِ جَوبٌ في جَنبِ أَرعَنَ جِلسِ
يُتَظَنّى مِنَ الكَآبَةِ إِذ يَبـ *** ـدو لِعَينَي مُصَبِّحٍ أَو مُمَسّي
مُزعَجًا بِالفِراقِ عَن أُنسِ إِلفٍ *** عَزَّ أَو مُرهَقًا بِتَطليقِ عِرسِ
عَكَسَت حَظُّهُ اللَيالي وَباتَ الـ *** ـمُشتَري فيهِ وَهوَ كَوكَبُ نَحسِ
فَهوَ يُبدي تَجَلُّدًا وَعَلَيهِ *** كَلكَلٌ مِن كَلاكِلِ الدَهرِ مُرسي
لَم يَعِبهُ أَن بُزَّ مِن بُسُطِ الديـ *** ـباجِ وَاستَلَّ مِن سُتورِ الدِّمَقسِ
مُشمَخِّرٌ تَعلو لَهُ شُرُفاتٌ *** رُفِعَت في رُؤوسِ رَضوى وَقُدسِ
لابِساتٌ مِنَ البَياضِ فَما تُبـ *** ـصِرُ مِنها إِلّا غَلائِلَ بُرسِ
لَيسَ يُدرى أَصُنعُ إِنسٍ لِجِنٍّ *** سَكَنوهُ أَم صُنعُ جِنٍّ لِإِنسِ
غَيرَ أَنّي أراه يَشهَدُ أَن لَم *** يَكُ بانيهِ في المُلوكِ بِنُكسِ
فَكَأَنّي أَرى المَراتِبَ وَالقَو *** مَ إِذا ما بَلَغتُ آخِرَ حِسّي
وَكَأَنَّ الوُفودَ ضاحينَ حَسرى *** مِن وُقوفٍ خَلفَ الزِحامِ وَخنسِ
وَكَأَنَّ القِيانَ وَسطَ المَقاصيـ *** ـرِ يُرَجِّعنَ بَينَ حُوٍ وَلُعسِ
وَكَأَنَّ اللِقاءَ أَوَّلَ مِن أَمـ *** ـسٍ وَوَشكَ الفِراقِ أَوَّلَ أَمسِ
وَكَأَنَّ الَّذي يُريدُ اتِّباعًا *** طامِعٌ في لُحوقِهِم صُبحَ خَمسِ
عُمِّرَت لِلسُرورِ دَهرًا فَصارَت *** لِلتَعَزّي رِباعُهُم وَالتَأَسّي
فَلَها أَن أُعينَها بِدُموعٍ *** موقَفاتٍ عَلى الصَبابَةِ حُبسِ
ذاكَ عِندي وَلَيسَت الدارُ داري *** باِقتِرابٍ مِنها وَلا الجِنسُ جِنسي
غَيرَ نُعمى لِأَهلِها عِندَ أَهلي *** غَرَسوا مِن زَكائِها خَيرَ غَرسِ
أَيَّدوا مُلكَنا وَشَدّوا قُواهُ *** بِكُماةٍ تَحتَ السَنَّورِ حُمسِ
وَأَعانوا عَلى كَتائِبِ أَريا *** طَ بِطَعنٍ عَلى النُحورِ وَدَعسِ
وَأَراني مِن بَعدُ أَكلَفُ بِالأَشـ *** ـرافِ طُرًّا مِن كُلِّ سِنخِ وَأُسِّ
الجخ يبدع فى الجزائر
كان
هويس الشعر العربي قد سافر للجزائر منذ أيام لإقامة حفل شعري جماهيري كبير
بالعاصمة الجزائرية الجزائر بدعوة من قناة النهار الجزائرية
الزيارة
التي استمرت لخمسة أيام التقى فيها الهويس مع الصحافة في مؤتمر صحفي بمقر
قناة النهار والتقى فيها بالجمهور الجزائري من خلال لقاء تلفزيوني خاص مع
قناة النهار استمر لمدة ساعة ونصف الساعة كما التقى الهويس مع شعراء ومثقفي
الجزائر في جلسة ودية سادها جو من الود والمحبة حيث أعرب المثقفين
والشعراء عن سعادتهم بزيارة الهويس للجزائر ، كما قام بزيارة منطقة ”
تيبازا ” الأثرية والتقاط الصور التذكارية مع أهل الجزائر
جاء
حفل الهويس في العاصمة الجزائرية بقاعة الأطلس بحضور الآلاف التي احتشدت
قبل الحفل بثلاث ساعات أمام بوابة القاعة لحرصهم على حضور الحفل ، وتفاعل
الجمهور الجزائري مع قصائد الهويس التي ألهبت المسرح تصفيقاً وهتافاً باسم ”
هشام .. هشام ”
وقال
موقع المحور الجزائري في وصفه للحفل : أن الآلاف احتشدت لحضور الحفل وأن
الهويس استطاع أن يفعل ما لم يفعله أي شاعر آخر حيث احتشدت الآلاف من كل
ولايات الجزائر لحضور الحفل حيث فاق عدد الحضور خمسة آلالاف ولأول مرة
يتجمع الشعب الجزائري ويتدافع بهذه الأعداد الغفيرة لحضور حفل شعري بحسب ما
ذكر الموقع الجزائري
جاء
الحفل بحضور المئات من الشخصيات العامة والمثقفين والأدباء من الشعب
الجزائري جاء على رأسهم شيخ الشعراء الجزائريين أبو القاسم خمار أول رئيس
اتحاد كتاب في تاريخ الجزائر والأستاذ عز الدين ميهوبي وزير الثقافة
الجزائري السابق ورئيس اتحاد الكتاب العرب سابقا ورئيس المجلس الأعلى للغة
العربية بالجزائر الحالي والكاتب الصحفي أسامة وحيد والشاعر إبراهيم صديقي
وغيرهم
وجاءت
زيارة هشام الجخ الجزائر لأول مرة رغم زيارته لمعظم الدول العربية
كالسودان ولبنان والكويت والسعودية والإمارات وتونس ولكنها لن تكون الأخيرة
بحسب تأكيدات الهويس حيث علمنا أنه تلقى طلبات كبيرة بعمل جولة حفلات في
عدة ولايات بالجزائر
وألقى
الهويس خلال الحفل العديد من قصائده الشهيرة على رأسها : التأشيرة و3
خرفان ومتزعليش وإيزيس وأيوة بغير في ظل تفاعل جماهيري كبير
الهَوَى ظالِمٌ وأنتَ ظَلُومُ
الهَوَى ظالِمٌ وأنتَ ظَلُومُ | كيفَ يقوى عليكما المظلومُ |
لِلهَوَى جُرْأَة ٌ ومِنْكَ صُدودٌ | ليس لي منكما محبٌّ رحيمُ |
قَدْ بَرَاني الهَوَى ودَلَّه عَقْلي | حَلَّ بي منكما البَلاءُ العَظِيمُ |
إنَّما يَعرِفُ السُّهَادَ وطُولَ اللَّيْـ | لِ من كان حبلهُ المصرومُ |
الشاعر المعلم
شوقي يقول وما درى بمصيبتي | قم للمعلم وفّه التبجيلا |
اقعد فديتك هل يكون مبجلاً | من كان للنشء الصغار خليلا |
ويكاد يقلقني الأّمير بقوله | كاد المعلم أن يكون رسولا |
لو جرّب التعليم شوقي ساعة | لقضى الحياة شقاوة وخمولا |
حسب المعلم غمَّة وكآبة | مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا |
مئة على مئة إذا هي صلِّحت | وجد العمى نحو العيون سبيلا |
ولو أنّ في التصليح نفعاً يرتجى | وأبيك لم أكُ بالعيون بخيلا |
لكنْ أصلّح غلطةً نحويةً | مثلاً واتخذ الكتاب دليلا |
مستشهداً بالغرّ من آياته | أو بالحديث مفصلاً تفصيلا |
وأغوص في الشعر القديم فأنتقي | ما ليس ملتبساً ولا مبذولا |
وأكاد أبعث سيبويه من البلى | وذويه من أهل القرون الأُولى |
فأرى حماراً بعد ذلك كلّه | رفَعَ المضاف إليه والمفعولا |
لا تعجبوا إن صحتُ يوماً صيحة | ووقعت ما بين الفصول قتيلا |
يا من يريد الانتحار وجدته | إنَّ المعلم لا يعيش طويلا |
البردة ...قصيدة لتميم البرغوثى
- ما ليْ أَحِنُّ لِمَنْ لَمْ أَلْقَهُمْ أَبَدَا *** وَيَمْلِكُونَ عَلَيَّ الرُّوحَ والجَسَدَا
2- إني لأعرِفُهُم مِنْ قَبْلِ رؤيتهم *** والماءُ يَعرِفُهُ الظَامِي وَمَا وَرَدَا
3- وَسُنَّةُ اللهِ في الأحبَابِ أَنَّ لَهُم *** وَجْهَاً يَزِيدُ وُضُوحَاً كُلَّمَا اْبْتَعَدَا
4- كَأَنَّهُمْ وَعَدُونِي فِي الهَوَى صِلَةً *** وَالحُرُّ حَتِّى إذا ما لم يَعِدْ وَعَدَا
5 - وَقَدْ رَضِيتُ بِهِمْ لَوْ يَسْفِكُونَ دَمِي *** لكن أَعُوذُ بِهِمْ أَنْ يَسْفِكُوهُ سُدَى
6 - يَفْنَى الفَتَى في حَبِيبٍ لَو دَنَا وَنَأَى *** فَكَيْفَ إنْ كَانَ يَنْأَى قَبْلَ أن يَفِدَا
7- بل بُعْدُهُ قُرْبُهُ لا فَرْقَ بَيْنَهُمَا *** أزْدَادُ شَوْقاً إليهِ غَابَ أَوْ شَهِدَا
8- أَمَاتَ نفسي وَأَحْيَاها لِيَقْتُلَها *** مِنْ بَعدِ إِحيَائِها لَهْوَاً بِها وَدَدَا )1)
9- وَأَنْفَدَ الصَّبْرَ مِنِّي ثُمَّ جَدَّدَهُ *** يَا لَيْتَهُ لَمْ يُجَدِّدْ مِنْهُ مَا نَفِدَا
10 - تعلق المَرْءِ بالآمَالِ تَكْذِبُهُ *** بَيْعٌ يَزِيدُ رَوَاجَاً كُلَّمَا كَسَدَا
11- جَدِيلَةٌ هِيَ مِن يَأْسٍ وَمِنْ أَمَلٍ *** خَصْمانِ مَا اْعْتَنَقَا إلا لِيَجْتَلِدَا
12- يَا لائِمي هَلْ أَطَاعَ الصَّبُّ لائِمَهُ *** قَبْلِي فَأَقْبَلَ مِنْكَ اللَّوْمَ واللَّدَدَا ( 2)
13 - قُلْ للقُدَامَى عُيُونُ الظَّبْيِ تَأْسِرُهُمْ *** مَا زالَ يَفْعَلُ فِينا الظَّبْيُ ما عَهِدَا
14- لَمْ يَصْرَعِ الظَّبْيُ مِنْ حُسْنٍ بِهِ أَسَدَاً **** بَلْ جَاءَهُ حُسْنُهُ مِنْ صَرْعِهِ الأَسَدَا
15- وَرُبَّمَا أَسَدٍ تَبْدُو وَدَاعَتُهُ *** إذا رَأَى في الغَزَالِ العِزَّ والصَّيَدَا
16- لَولا الهَوَى لَمْ نَكُنْ نُهدِي ابْتِسَامَتَنَا *** لِكُلِّ من أَوْرَثُونا الهَمَّ والكَمَدَا
17- وَلا صَبَرْنَا عَلَى الدُّنْيَا وَأَسْهُمُها *** قَبْلَ الثِّيابِ تَشُقُّ القَلْبَ والكَبِدَا
18- ضَاقَتْ بِمَا وَسِعَتْ دُنْياكَ وَاْمْتَنَعَتْ *** عَنْ عَبْدِهَا وَسَعَتْ نَحوَ الذي زَهِدَا
19- يا نَفْسُ كُونِي مِنَ الدُّنْيَا عَلَى حَذَرٍ *** فَقَدْ يَهُونُ عَلَى الكَذَّابِ أَنْ يَعِدَا
20- وَلْتُقْدِمِي عِنْدَمَا تَدْعُوكِ أَنْ تَجِلِي *** فَالخَوْفُ أَعْظَمُ مِنْ أَسْبَابِهِ نَكَدَا
21- لْتَفْرَحِي عِنْدَمَا تَدْعُوكِ أَنْ تَجِدِي *** فِإنَّهَا لا تُسَاوِي المَرْءَ أَنْ يَجِدَا (3)
22- وَلْتَعْلَمِي أَنَّهُ لا بَأْسَ لَوْ عَثَرَتْ *** خُطَى الأكارمِ حَتَّى يَعرِفُوا السَّدَدَا ( 4)
23- ولا تَكُونِي عَنِ الظُلام راضِيَةً *** وَإنْ هُمُو مَلَكُوا الأَيْفَاعَ وَالوَهَدا (5)
24- وَلْتَحْمِلِي قُمْقُمَاً في كُلِّ مَمْلَكَةٍ *** تُبَشِّرِينَ بِهِ إِنْ مَارِدٌ مَرَدَا
25- وَلْتَذْكُرِي نَسَبَاً في الله يَجْمَعُنَا *** بِسَادَةٍ مَلأُوا الدُّنْيَا عَلَيْكِ نَدَى
26- فِدَاً لَهُمْ كُلُّ سُلْطَانٍ وَسَلْطَنَةٍ *** وَنَحْنُ لَوْ قَبِلُونَا أَنْ نَكُونَ فِدَا
27- عَلَى النَّبِيِّ وَآلِ البَيْتِ والشُّهَدَا *** مَوْلايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمَاً أَبَدَا
28- إِنِّي لأَرْجُو بِمَدْحِي أَنْ أَنَالَ غَدَاً *** مِنْهُ الشَّجَاعَةَ يَوْمَ الخَوْفِ وَالمَدَدَا
29- أَرْجُو الشَّجَاعَةَ مِنْ قَبْلِ الشَّفَاعَةِ إِذْ *** بِهَذِهِ اليَوْمَ أَرْجُو نَيْلَ تِلْكَ غَدَا
30- وَلَسْتُ أَمْدَحُهُ مَدْحَ المُلُوكِ فَقَدْ *** رَاحَ المُلُوكُ إِذَا قِيسُوا بِهِ بَدَدَا
31- وَلَنْ أَقُولَ قَوِيٌّ أَوْ سَخِيُّ يَدٍ *** مَنْ يَمْدَحِ البَحْرَ لا يَذْكُرْ لَهُ الزَّبَدَا
32- وَلا الخَوَارِقُ عِنْدِي مَا يُمَيِّزُهُ *** فَالله أَهْدَاهُ مِنْهَا مَا قَضَى وَهَدَى
33- لكنْ بِمَا بَانَ فِي عَيْنَيْهِ مِنْ تَعَبٍ *** أَرَادَ إِخْفَاءَهُ عَنْ قَوْمِهِ فَبَدَا
34- وَمَا بِكَفِّيْهِ يَوْمَ الحَرِّ مِنْ عَرَقٍ *** وَفِي خُطَاهُ إذا مَا مَالَ فَاْسْتَنَدَا
35- بِمَا تَحَيَّرَ فِي أَمْرَيْنِ أُمَّتُهُ *** وَقْفٌ عَلَى أَيِّ أَمْرٍ مِنْهُمَا اْعْتَمَدَا
36- بِمَا تَحَمَّلَ فِي دُنْياهُ مِنْ وَجَعٍ *** وَجُهْدِ كَفِّيْهِ فَلْيَحْمِدْهُ مَنْ حَمِدَا
37- بَمَا أَتَى بَيْتَهُ فِي الليْلِ مُرْتَعِدَاً *** وَلَمْ يَكُنْ مِنْ عَظِيمِ الخَطْبِ مُرْتَعِدَا
38- وَقَدْ تَدَثَّرَ لا يَدْرِي رَأَى مَلَكَاً *** مِنَ السَّمَاءِ دَنَا أَمْ طَرْفُهُ شَرَدَا
39- بِمَا رَأَى مِنْ عَذَابِ المُؤْمِنِينَ بِهِ *** إِنْ قِيلَ سُبُّوهُ نَادَوْا وَاحِدَاً أَحَدَا
40- يَكَادُ يَسْمَعُ صَوْتَ العَظْمِ مُنْكَسِرَاً *** كَأَنَّهُ الغُصْنُ مِنْ أَطْرَافِهِ خُضِدَا (6)
41- بِمَا رَأَى يَاسِرَاً وَالسَّوْطُ يَأْخُذُهُ *** يَقُولُ أَنْتَ إِمَامِي كُلَّمَا جُلِدَا
42- مِنْ أَجْلِهِ وُضِعَ الأَحْبَابُ فِي صَفَدٍ *** وَهْوَ الذي جَاءَ يُلْقِي عَنْهُمُ الصَّفَدَا (7)
43- لَمْ يُبْقِ فِي قَلْبِهِ صَبْرَاً وَلا جَلَدَاً *** تَلْقِينُهُ المُؤْمِنِينَ الصَّبْرَ وَالجَلَدَا
44- بِمَا تَرَدَّدَ فِي ضِلْعَيْهِ مِنْ قَلَقٍ *** عَلَى الصَّبِيِّ الذي فِي فَرْشِهِ رَقَدَا
45- هَذَا عَلِيٌّ يَقُولُ اللهُ دعهُ وَقَدْ *** بَاتَ العَدُوُّ لَهُ فِي بَابِهِ رَصَدَا
46- بَدْرٌ وَضِيٌّ رَضِيٌّ مِنْ جَرَاءَتِهِ *** لِنَوْمِهِ تَحْتَ أَسْيَافِ العِدَى خَلَدَا
47- تِلْكَ التي اْمْتَحَنَ اللهُ الخَلِيلَ بِهَا *** هَذَا اْبْنُهُ وَسُيُوفُ المُشْرِكِينَ مُدَى (8)
48- بِخَوْفِهِ عن قَليلٍ حِينَ أَبْصَرَهُ *** فَتَىً يَذُوقُ الرَّدَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رَدَى
49- يُدِيرُ فِي بَدْرٍ الكُبْرَى الحُسَامَ عَلَى *** بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى مُزِّقُوا قِدَدَا
50- وَعِنْدَهُ تْرْبة جبريلُ قَالَ لَهُ *** بَأَنْ أَوْلادَهُ فِيهَا غَدَاً شُهَدَا
51- بِمَا بَكَى يَوْمَ إِبْرَاهِيمَ مُقْتَصِدَاً *** وَلَمْ يَكُنْ حُزْنُهُ وَاللهِ مُقْتَصِدَا
52- يُخْفِي عَنِ النَّاسِ دَمْعَاً لَيْسَ يُرْسِلُهُ *** والدَّمْعُ بَادٍ سَوَاءٌ سَالَ أَوْ جَمَدَا
53- بِمَا اْنْتَحَى لأبي بَكْرٍ يُطَمْئِنُهُ *** وَحَوْلَ غَارِهِمَا حَتَّى الرِّمَالُ عِدَى
54- يَقُولُ يَا صَاحِ لا تَحْزَنْ وَدُونَهُمَا *** عَلا لأَنْفَاسِ خَيْلِ المُشْرِكِينَ صَدَى
55- بِمَا تَفَرَّسَ مُخْتَارَاً صَحَابَتَهُ *** وَهْوَ الوَكِيلُ عَلَى مَا اْخْتَارَ وَاْنْتَقَدَا
56- يَدْرِي بَأَنْ قُرَيْشَاً لَنْ تُسَامِحَهُ *** وَأَنْ سَتَطْلُبُ مِنْ أَحْفَادِهِ القَوَدَا (9)
57- يَدْرِي وَيَحْلُمُ عَنْهُمْ حِينَ يَغْلِبُهُمْ *** وَلا يُعَيِّرُهُمْ بَدْرَاً وَلا أُحُدَا
58- بِمَا تَحَمَّلَ مِنْهُمْ يَوْمَ قَالَ لَهُمْ *** بِأَنَّهُ للسَّمَاواتِ العُلَى صَعَدَا
59- لَوْ كَانَ يَكْذِبُهُمْ مَا كَانَ أَخْبَرَهُمْ *** أَفْضَى بِمَا كَانَ وَلْيَجْحَدْهُ مَنْ جَحَدَا
60- ظُلْمُ العَشِيرَةِ أَضْنَاهُ وَغَرَّبَهُ *** عِشْرِينَ عَامَاً فَلَمَّا عَادَ مَا حَقَدَا
61- بِمَا تَذَكَّرَ يَوْمَ الفَتْحِ آَمِنَةً *** لَمْحَاً فَشَدَّ عَلَى تَحْنَانِهِ الزَّرَدَا (10)
62- بِخَلْجَةِ الخَدِّ لَمْ يَعْلَمْ بِهَا أَحَدٌ *** في سَاعَةِ الفَتْحِ مَرَّتْ عِنْدَمَا سَجَدَا (11)
63- بِمَا خَشِيتَ عَلَيْنَا يَاْ بْنَ آمِنَةٍ *** والأُمُّ تَخْشَى وَإِنْ لَمْ تَتْرُكِ الوَلَدَا
64- وَلَو بُعِثْتَ غَدَاً أَصْبَحْتَ تَحْفَظُنَا *** بِالاسْمِ وَالوَجْهِ أَوْ أَحْصَيْتَنَا عَدَدَا
65- لنا نَبِيٌّ بَنَى بَيْتَاً لِكُلِّ فَتَى *** مِنَّا وَكُلَّ رَضِيعٍ لَفَّهُ بِرِدَا
66- وَكُلَّ عُرْسٍ أَتَاهُ للعَرُوسِ أَبَاً *** يُلْقِي التَّحِيَّةَ للأَضْيافِ وَالوُسُدَا
67- وَكُلَّ حَرْبٍ أَتَاها للوَرَى أَنَسَاً *** وَاْسْتَعْرَضَ الجُنْدَ قَبْلَ الصَّفِّ وَالعُدَدَا
68- مُمَسِّحَاً جَبَهَاتِ الخَيْلِ إِنْ عَثَرَتْ *** حَتَّى تَرَى المُهْرَ مِنْهَا إنْ هَوَى نَهَدَا (12)
69- مُذَكِّرَاً جَافِلاتِ الخَيْلِ مَا نَسِيَتْ *** أَنْسَابَهَا كَحَلَ العَيْنَيْنِ وَالجَيَدَا (13)
70- حَتَّى لَتَحْسَبُ أَنَّ المُهْرَ أَبْصَرَهُ *** أَو أَنَّ مَسَّاً أَصَابَ المُهْرَ فَانْجَرَدَا (14)
71- شَيْخٌ بِيَثْرِبَ يَهْوَانَا وَلَمْ يَرَنَا *** هَذِي هَدَايَاهُ فِينَا لَمْ تَزَلْ جُدُدَا
72- يُحِبُّنَا وَيُحَابِينَا وَيَرْحَمُنَا *** وَيَمْنَحُ الأَضْعَفِينَ المَنْصِبَ الحَتِدَا (15)
73- هُوَ النَّبِيُّ الذي أَفْضَى لِكُلِّ فَتَىً *** بِأَنَّ فِيهِ نَبِيَّاً إِنْ هُوَ اْجْتَهَدَا
74- يَا مِثْلَهُ لاجِئاً يَا مِثْلَهُ تَعِبَاً *** كُنْ مِثْلَهُ فَارِسَاً كُنْ مِثْلَهُ نَجُدَا
75- مِنْ نَقْضِهِ الظُلْمَ مَهمَا جَلّ صَاحِبُهُ *** إِنْقَضَّ إِيوانُ كِسْرَى عِنْدَما وُلِدَا
76- وَرَدَّتِ الطَّيْرُ جَيْشَاً غَازِياً فَمَضَى *** وَقَدْ تَفَرَّقَ عَنْ طَاغِيهِ مَا حَشَدَا
77- يا دَاعِياً لم تَزَلْ تَشْقَى المُلُوكُ بِهِ *** والعَبْدُ لَوْ زُرْتَهُ فِي حُلْمِهِ سَعِدَا
78- أَنْكَرْتَ أَرْبَابَ قَوْمٍ مِنْ صِنَاعَتِهِمْ *** وَرُبَّمَا صَنَعَ الإنْسَانُ مَا عَبَدَا
79- وَرُحْتَ تَكْفُرُ بِالأصْنَامِ مُهْتَدِياً *** مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنْزِلَ اللهُ الكِتَابَ هُدَى
80- كَرِهْتَهُ وَهْوَ دِينٌ لا بَدِيلَ لَهُ *** غَيْرَ التَّعَبُّد فِي الغِيرَانِ مُنْفَرِدَا
81- وَيَعْذِلُونَكَ فِي رَبِّ تُحَاوِلُهُ *** إِنَّ الضَّلالَةَ تَدْعُو نَفْسَهَا رَشَدَا
82- وَالكُفْرُ أَشْجَعُ مَا تَأْتِيهِ مِنْ عَمَلٍ *** إِذَا رَأَيْتَ دِيَانَاتِ الوَرَى فَنَدَا
83- وَرُبَّ كُفْرٍ دَعَا قَوْمَاً إلى رَشَدٍ *** وَرُبَّ إِيمَانِ قَوْمٍ للضَّلالِ حَدَا
84- وَرُبَّمَا أُمَمٍ تَهْوَى أَبَا لَهَبٍ *** لليَوْمِ مَا خَلَعَتْ مِنْ جِيدِهَا المَسَدَا
85- مِنَ المُطِيعِينَ حُكَّامَاً لَهُمْ ظَلَمُوا *** وَالطَّالِبِينَ مِنَ القَوْمِ اللئامِ جَدَا
86- وكان جِبْرِيلُ مرآة رأَيْتَ بِها *** في الليلِ نوراً وفي المُسْتَضْعَفِ الأَيَدَا
87- أَهْدَاك في الغَارِ بَغْدَادَاً وَقُرْطُبَةً *** وكلَّ صَوْت كريم بالأَذَانِ شَدَا
88- تَرَكْتَ غَارَ حِرَاءٍ أُمَّةً أَنِسَتْ *** وَقَدْ أَتَيْتَ لَهُ مُسْتَوْحِشَاً وَحِدَا
89- إنْ شَاءَ رَبُّكَ إِينَاسَ الوَحِيدِ أَتَى *** لَهُ بِكُلِّ البَرَايَا نِسْبَةً صَدَدَا (16)
90- فَأَنْتَ تَنْمِيقَةُ الكُوفِيِّ صَفْحَتَهُ *** قَدْ هَدَّأَ الليْلَ فِي أَوْرَاقِهِ فَهَدَا
91- وَأَنْتَ تَرْنِيمَةُ الصُّوفِيِّ إِنْ خَشِنَتْ *** أَيَّامُهُ عَلَّمَتْهَا الحُسْنَ وَالمَلَدَا (17)
92- أَكْرِمْ بِضَيْفِ ثَقِيفٍ لَمْ تُنِلْهُ قِرَىً *** إِلا التَّهَكُّمَ لَمَّا زَارَ وَالحَسَدَا (18)
93- ضَيْفَاً لَدَى الله لاقى عند سدرته *** قِرىً فَضَاقَ بِمَا أَمْسَى لَدَيْهِ لَدَى
94- أَفْدِي المُسَافِرَ مِنْ حُزْنٍ إلى فَرَحٍ *** مُحَيَّر الحَالِ لا أَغْفَى وَلا سَهِدَا
95- يَرَى المَمَالِكَ مِنْ أَعْلَى كَمَا خُلِقَتْ *** تَعْرِيجَ رَمْلٍ أَتَاهُ السَّيْلُ فَالْتَبَدَا (19)
96- والرُّسْلُ فِي المَسْجِدِ الأَقْصَى عَمَائِمُهُمْ *** بِيضٌ كَأَنَّ المَدَى مِنْ لُؤْلُؤٍ مُهِدَا (20)
97- يُهَوِّنُونَ عَلَيْهِ وَاْبْتِسَامَتُهُمْ *** نَدَى تَكَثَّفَ قَبْلَ الصُّبْحِ فَاْنْعَقَدَا
98- والرِّيحُ تَنْعَسُ فِي كَفَّيْهِ آمِنَةً *** وَالنَّجْمُ مِنْ شوقه للقوم مَا هَجَدَا
99- يَكَادُ يَحْفَظُ آثَارَ البُرَاقِ هَوَاءُ *** القُدْسِ حَتِّى يَرَى الرَّاؤُونَ أَيْنَ عَدَا (21)
100- يَا مَنْ وَصَلْتَ إلى بَابِ الإلهِ لِكَي *** تَقُولَ للخَلْقِ هَذَا البَابُ مَا وُصِدَا
101- مِنْ قَابِ قَوْسِينِ أَوْ أَدْنَى تَصِيحُ بِهِمْ *** لَمْ يَمْتَنِعْ رَبُّكُمْ عَنْكُمْ وَلا بَعُدَا
102- فَتْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِينَ تَرْتُقُهُ *** بِإذْنِ رَبِّكَ حَتَّى عَادَ مُنْسَرِدَا
103- اللهُ أَقْرَبُ جِيرَانِ الفَقِيرِ لَهُ *** يُعْطِي إِذَا الجَارُ أَكْدَى جَارَهُ وَكَدَى (22)
104- اللهُ جَارُ الوَرَى مِنْ شَرِّ أَنْفُسِهِمْ *** فَاْمْدُدْ إِلَيْهِ يَدَاً يَمْدُدْ إِلَيْكَ يَدَا
105- لَوْلاكَ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلا غَرَبَتْ *** وَلا قَضَى اللهُ للأُفْقَيْنِ أَنْ يَقِدَا
106- وَلا رَأَيْتَ مُلُوكَ الأَرْضِ خَائِفَةً *** إِذَا رَأَتْ جَمَلاً مِنْ أَرْضِنَا وَخَدَا
107- أَفْدِي كِسَاءَكَ لَفَّ الأَرْضَ قَاطِبَةً *** قَمِيصَ يُوسُفَ دَاوَى جَفْنَها الرَّمِدَا
108- رُعْتَ الجَبَابِرَ مِنْ جِنٍّ وَمِنْ أَنَسٍ *** مَنْ يَسْفِكُ الدَّمَ أَوْ مَنْ يَنْفِثُ العُقَدَا
109- يَرَاكَ صَحْبُكَ فِي الرَّمْضَاءِ مُدَّرِعَاً *** فَيَحْسَبُونَكَ لا تَسْتَشْعِرُ الصَّهَدَا
110- أَكْرِمْ بِأَقْمَارِ تِمٍّ فِي الحَدِيدِ عَلَى *** خَيْلٍ حَوَتْ فِي الأَدِيمِ البَرْقَ وَالرَّعَدَا
111- وَرَدَّتِ الصَّخْرَ مَنْقُوشَاً حَوَافِرُها *** فَاْنْظُرْ إِلَى كُتُبٍ فِي الأَرْضِ كُنَّ كُدَى (23)
112- كَأَنَّمَا الصَّخْرُ غَيْمٌ تَحْتَ أَرْجُلِهَا *** أَو صَارَتِ الخَيْلُ غَيْمَاً قَاسِيَاً صَلِدَا (24)
113- لَو قَارَبَ المَوْتُ مِنْهُمْ فِي الوَغَى طَرَفَاً *** لَحَادَ مُعْتَذِراً أَنْ لَمْ يَكُنْ عَمِدَا
114- حَتَّى تَرَى المَوْتَ فِي أَيْدِيهِمُو فَزِعَاً *** تَوَقَّفَتْ رُوحُهُ في الحَلْقِ فَازْدَرَدَا
115- حَرْبٌ تُشِيبُ الفَتَى مِنْ هَوْلِهَا فِإذَا *** مَا شَابَ رَدَّتْ سَوَادَ الشَّعْرِ وَالمَرَدَا (25)
116- يَحِنُّ للحَرْبِ كَالأَوْطَانِ فَارِسُهُمْ *** قد خَالَطَ الشَّوْقُ في إِقْدَامِهِ الحَرَدَا (26)
117- يَلْقَى السِّهامَ وَلا يَلْقَى لَهَا أَثَراً *** تَظُنُّ أَصْوَاتَها فِي دِرْعِهِ البَرَدَا
118- كَأَنَّما رُوحُهُ دَيْنٌ يُؤَرِّقُهُ *** في الحَرْبِ مِنْ قَبْلِ تَذْكِيرٍ بِهِ نَقَدَا
119- تُنَازِعُ السَّهْمَ فِيهِمْ نَفْسُهُ وَجَلاً *** وَالرُّمْحُ يِعْسِلُ حَتَّى يَسْتُرَ الرِّعَدَا (27)
120- وَالسَّيفُ يُشْهَرُ لَكِنْ وَجْهُ صَاحِبِهِ *** مُنَبِّئٌ أَنَّهُ ما زالَ مُنْغَمِدَا
121- لو أَمْسَكُوا بِقَمِيصِ الرِّيحِ ما بَرِحَتْ *** أو أَظْهَرُوا بَرَمَاً بالتَّل ما وَطَدَا
122- وَهُمْ أَرَقُّ مِنَ الأَنْسَامِ لَوْ عَبَرُوا *** مَشْيَاً عَلَى المَاءِ لَمْ تُبْصِر بِهِ جَعَدَا
123- وَلَو يَمَسُّونَ مَحْمُومَاً أَبَلَّ بِهِمْ *** والحُزْنُ جَمْرٌ إذا مَرُّوا بِهِ بَرَدَا
124- قَدْ خُلِّدُوا في جِنَانِي والجِنَانِ مَعَاً *** أَكْرِمْ بِهِمْ يَعْمُرُونَ الخُلْدَ والخَلَدَا
125- كَمْ يَشْبَهُونَ فِدائِيينَ أعْرِفَهُم *** لَمْ يَبْتَغُواْ عَنْ سَبيِلِ اللَّهِ مُلْتَحَدَا
126- وصِبْيةٍ مُذْ أَجَابُوا الحَرْبَ مَا سَأَلَتْ *** صَارُوا المَشَايخَ والأقطابَ والعُمَدا
127- بِمِثْلِهِمْ يَضَعُ التِّيجَانَ لابِسُهَا *** وَيَخْجَلُ اللَيْثُ أن يَسْتَكْثِرَ اللِّبَدَا
128- وَكُنْتَ تُنْصَرُ في الهَيْجَا بِكَفِّ حَصَىً *** إذا رَمَيْتَ بِهِ جَمْعَ العِدَى هَمَدَا
129- لكنَّ رَبِّي أرادَ الحَرْبَ مُجْهِدَةً *** وَالنَّفْسُ تَطْهُرُ إنْ عَوَّدْتَهَا الجُهُدَا
130- لو كانَ رَبِّي يُرِيحُ الأَنْبِياءَ لَمَا *** كَانُوا لِمُتْعَبَةِ الدُّنْيا أُسَىً وَقُدَى (28)
131- لو كانَ رَبِّي يُرِيحُ الأَنْبِياءَ دَعَا *** لِنَفْسِهِ خَلْقَهُ وَاْسْتَقْرَبَ الأَمَدَا
132- قَالُوا مُحَمَّدُ قُلْنَا الاسْمُ مُشْتَهِرٌ *** فَرُبَّما كانَ غَيْرُ المُصْطَفَى قُصِدَا
133- فَحِينَ نَادَى المُنادِي «يا مُحَمَّدُ» *** لم يَزِدْ عَلَيْهَا تَجَلَّى الاسمُ وَاتَّقَدَا
134- حَرْفُ النِّدَاءِ اْسْمُكَ الأَصْلِيُّ يَا سَنَدَاً *** للمُسْتَغِيثِينَ لَمْ يَخْذِلْهُمُو أَبَدَا
135- وَالظَّنُّ أَنَّا لِتَكْرَارِ اْسْتِغَاثَتِنَا *** بِهِ تَكَرَّرَ فِينَا الاسْمُ وَاْطَّرَدَا
136- أَنْتَ المُنَادَى عَلَى الإطْلاقِ والسَّنَدُ *** المَقْصُودُ مَهْمَا دَعَوْنَا غَيْرَهُ سَنَدَا
137- مَدَدْتَ مِنْ فَوْقِ أَهْلِ اللهِ خَيْمَتَهُ *** فِي كُلِّ قُطْرٍ عَقَدْتَ الحَبْلَ وَالوَتَدَا
138- يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ يَا سَنَدِي *** أَقَمْتُ بِاسْمِكَ ليْ فيْ غُرْبَتِي بَلَدَا
139- رُوحِي إذا أَرِجَتْ رِيحُ الحِجَازِ رَجَتْ *** لَو أَنَّها دَرَجَتْ فِي الرِّيحِ طَيْرَ صَدَى (29)
140- يَجُوبُ أَوْدِيَةً بِالطَّيْرِ مُودِيَةً *** وَلا يَرَى دِيَةً مِمَّنْ عَدَا فَوَدَى (30)
141- لا يَلْقُطُ الحَبَّ إلا فِي مَنَازِلِكُمْ *** ولا يُقِيمُ سِوَى مِنْ شَوْقِهِ الأَوَدَا
142- يَكَادُ يَكْرَهُكُمْ مِنْ طُولِ غَيْبَتِكُم *** فِإنْ أَتَاكُمْ أَتَاكُمْ نَائِحَاً غَرِدَا
143- كَذَاكَ أُرْسِلُ رُوحي حِينَ أُرْسِلُها *** طَيْراً إليكم يَجُوبُ السَّهْلَ والسَّنَدَا (31)
144- لَيْسَ الحَمَامُ بَرِيدَاً حِينَ يَبْلُغُكُمْ *** بل تِلكَ أَرْوَاحُنا تَهْوِي لَكُمْ بُرُدا (32)
145- مَنْ للغَرِيبِ إذا ضَاقَ الزَّمَانُ بِهِ *** وَطَارَدَتْهُ جُنُودُ الدَّهْرِ فَانْفَرَدَا
146- والدَّهْرُ ذُو ضَرَبَاتٍ لَيْسَ يَسْأَمُها *** فَقَدْ عَجِبْتُ لِهَذَا الدِّينِ كَمْ صَمَدَا
147- مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ حَاكَ بُرْدَتَهُ *** بِخَيْرِ مَا أَنْشَدَ المَوْلَى وَمَا نَشَدَا (33)
148- وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ جَاءَ مُتَّبِعَاً *** حَتَّى شَفَى غُلَّةً مِنْهَا وَبَلَّ صَدَى (34)
149- رَأَى الفِرَنْجَةَ تَغْزُو المُسْلِمِينَ كِلا *** الشَّيْخَيْنِ فَاسْتَنْجَدَا المُخْتَارَ وَاْرْتَفَدَا
150- رَأَى الخِلافَةَ في بَغْدَادَ أَوَّلُهُم *** تُمْحَى وَحَقْلَ كِرَامٍ بِيعَ فَاحْتُصِدَا
151- رَأَى المَذَابِحَ مِنْ أَرْضِ العِرَاقِ إلى *** الشَّامِ الشَّرِيفِ تُصِيبُ الجُنْدَ والقَعَدَا (35)
152- رَأَى العَوَاصِمَ تَهْوِي كالرَّذَاذِ عَلَى *** رَمْلٍ إَذَا طَلَبَتْهُ العَيْنُ مَا وُجِدَا
153- مُسْتَعْصِمَاً بِرَسُولِ اللهِ أَنْشَدَها *** يَرُدُّ مُسْتَعْصِمَاً بِاللهِ مُفْتَقَدَا
154- وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ رَاحَ يَشْهَدُ فِي *** أَمْرِ الخِلافَةِ جَوْرَاً فَتَّتَ العَضُدَا
155- مِنْ بَعْدِ شَامٍ وَبَغْدَادٍ وَقَاهِرَةٍ *** إِسْتَنْفَدَتَ في بَنِي عُثْمَانِهَا المُدَدَا
156- وَاْنْقَضَّتِ الرُّومُ والإفْرِنْجُ تَنْهَبُهَا *** فَفِي الفُرَاتِ لَهُمْ خَيْلٌ وَفِي بَرَدَى
157- وَقَسَّمُونا كَمَا شَاؤُوا فَلَو دَخَلُوا *** مَا بَيْنَ شِقَّي نَواةِ التَّمْرِ مَا اْتَّحَدَا
158- هِيَ الطُّلولُ وِإنْ أَسْمَيْتَهَا دُوَلاً *** هِيَ القُبُورُ وَإنْ أَثَّثْتَهَا مُهُدَا
159- هِيَ الخَرَابُ وَإِنْ رَفَّتْ بَيَارِقُها *** وَنَمَّقُوا دُونَهَا الأَعْتَابَ وَالسُّدَدَا
160- إِنَّ الزَّمَانَيْنِ رَغْمَ البُعْدِ بَيْنَهُمَا *** تَطَابَقَا فِي الرَّزَايَا لُحْمَةً وَسَدَى (36)
161- والجُرْحُ في زَمَنِي مَا كانَ مُنْدَمِلاً *** حَتَّى أَقُولَ اْسْتُجِدَّ الجُرْحُ أو فُصِدَا
162- مَالَ النَّخِيلُ عَلَى الزَّيْتُونِ مُسْتَمِعَاً *** لِيُكْمِلَ السَّرْدَ مِنْهُ كُلَّمَا سَرَدَا
163- يا سَيِّدِي يَا رَسُولَ الله يَا سَنَدِي *** هذا العِرَاقُ وهذا الشَّامُ قَدْ فُقِدَا
164- لَوْ كانَ ليْ كَتَدٌ حَمَّلْتُهُ ثِقَلِي *** لكن بِذَيْنِ فَقَدْتُ الظَّهْرَ والكَتَدَا (37)
165- يَا جَارَيِ الغَارِ أَعْلَى اللهُ قَدْرَكُما *** عَيِيِتُ بَعْدَكُما أَن أُحْصِيَ الرِّدَدَا
166- لَنَا مُلُوكٌ بِلا دِينٍ إذا عَبَرُوا *** فِي جَنَّةٍ أَصْبَحَتْ مِنْ شؤمهم جَرَدَا (38)
167- أَنْيَابُهُمْ فِي ذَوِي الأَرْحَامِ نَاشِبَةٌ *** وَلِلأَعَادِي اْبْتِسَامٌ يُظْهِرُ الدَّرَدَا (39)
168- لا يَغْضَبُونَ وَلا يُحْمَى لَهُمْ حَرَمٌ *** وَإِنْ تَكُنْ دُونَهُمْ أَسْيَافُهُمْ نَضَدَا (40)
169- وَيَسْتَلِذُّونَ تَعْذِيبَ الغُزَاةِ لَهُمْ *** إِنَّ المُحِبَّ يَرَى فِي ذُلِّه رَغَدَا
170- حُمَّى الزَّمانِ إذا ماتوا أَوِ اْرْتَحَلُوا *** تَنَفَّسَ الصُّبْحُ فِي عَلْيَائِهِ الصُّعَدَا
171- وَلا يَمُوتُونَ مِثْلَ النَّاسِ يَتْرُكُهُمْ *** رَيْبُ الزَّمَانِ وَيُفْنِي قَبْلَهُمْ لُبَدَا (41)
172- مَا للغَزَالِ تُخِيفُ الذِّئْبَ نَظْرَتُهُ *** وَللحَمَامِ يُخِيفُ الصَّقْرَ والصُّرَدَا (42)
173- يَا جَابِرَ الكَسْرِ مِنَّا عِنْدَ عَثْرَتِنَا *** وَإِنْ رَأَيْتَ القَنَا مِنْ حَوْلِنَا قِصَدَا (43)
174- يَا مِثْلَنَا كُنْتَ مَطْرُودَاً وَمُغْتَرِبَاً *** يَا مِثْلَنَا كُنْتَ مَظْلُومَاً وَمُضْطَهَدَا
175- يَا مُرْجِعَ الصُّبْحِ كالمُهْرِ الحَرُونِ إلى *** مَكَانِهِ مِنْ زَمَانٍ لَيْلُهُ رَكَدَا (44)
176- وَيَا يَدَاً حَوْلَنَا دَارَتْ تُعَوِّذُنَا *** مِنْ بَطْنِ يَثْرِبَ حَتَّى الأَبْعَدِينَ مَدَى
177- أَدْرِكْ بَنِيكَ فَإِنَّا لا مُجِيرَ لَنَا *** إلا بِجَاهِكَ نَدْعُو القَادِرَ الصَّمَدَا
178- الليلُ مُعْتَلِجُ الأَمْوَاجِ مَنْ زَمَنٍ *** لكنَّ مِجْمَرَ هَذَا الدِّينِ مَا خَمَدَا
179- وَلَمْ تَزَلْ أُمَّةٌ تَحْتَ السَّمَاءِ إَذَا *** دَعَتْ حَسِبْتَ الأَيَادِيْ تَحْتَهَا عَمَدَا
180- تَعْشَوْشِبُ الأَرْضُ مِنْ عَيْنَيْكَ مُلْتَفِتَاً *** وَتَسْتَدِرُّ يَدَاكَ المَنْهَلَ الثَّمِدَا (45)
181- وَتَجْعَلُ الطَّيْرَ جُنْدَاً ظَافِرِينَ عَلَى *** جَيْشٍ شَكَتْ أَرْضُهُ الأَثْقَالَ والعَتَدَا
182- أَنْشَأْتَ أُمَّتَنَا مِنْ مُفْرَدٍ وَحِدٍ *** حَتَّى تَحَضَّرَ مِنْهَا عَالَمٌ وَبَدَا (46)
183- وإنَّ مَوْؤُدَةً أَنْقَذْتَهَا وَلَدَتْ *** وُلْدَانَ يَعْيَى بَها المُحْصِي وَإِنْ جَهِدَا
184- صارُوا كَثِيرَاً كَمَا تَهْوَى فَبَاهِ بِهِمْ *** وَاْسْتَصْلِحِ الجَمْعَ وَاْطْرَحْ مِنْهُ مَا فَسَدَا
185- أَقُولُ بَاهِ لأَنَّ الدَّهْرَ عَذَّبَهُمْ *** حَتَّى تَمَنَّى الفَتَى لَوْ أَنَّهُ وُئِدَا
186- وَلَمْ يَزَلْ مُمْسِكَاً بِالدِّينِ جَمْرَتَهُ *** حَتَّى يَمُوتَ عَلَى مَا اْخْتَارَ وَاْعْتَقَدَا
187- وَلَوْ يُقَالُ لَهُ سِرْ فَوْقَ جَمْرِ غَضَىً *** مَشَى عَلَيْهِ بَسِيمَ الوَجْهِ مُتَّئِدَا
188- كَمْ مِنْ بِلالٍ عَلَى أَضْلاعِهِ حَجَرٌ *** قَدْ رَاحَ مِنْهُ عَلَى أَشْغَالِهِ وَغَدَا
189- فَاْشْفَعْ لنَا يَوْمَ لا عُذْرٌ لمُعْتَذِرٍ *** وَلَيْسَ يُسْمَعُ مِنْ طُولِ النَّدَاءِ نِدَا
190- وَاْغْفِرْ لِمَنْ أَنْشَدُوا هَذِي القَصِيدَةَ فِي *** مَا مَرَّ مِنْ أَزَمَاتِ الدَّهْرِ أَوْ وَرَدَا
191- وللوَلِيَّيْنِ مِنْ قَبْلِي فَشِعْرُهُمَا *** أَبَانَ للشُّعَرَاءِ اللاحِبَ الجَدَدَا (47)
192- تَتَبُّعَاً وَاْخْتِلافَاً صُغْتُ قَافِيَتِي *** «مَولايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمَاً أَبَدَا»
193- وَلَيْسَ مَعْذِرَةٌ فِي الاتِّبَاعِ سِوَى *** أَنِّي وَجَدْتُ مِنَ التَّحْنَانِ مَا وَجَدَا
194- وَلَيْسَ مَعْذِرَةٌ فِي الاْخْتِلافِ سِوَى *** أَنِّي أَرَدْتُ حَدِيثَاً يُثْبِتُ السَّنَدَا
195- وَخَشْيَةً أَنْ يَذُوبَ النَّهْرُ فِي نَهَرٍ *** وَأَنْ يَجُورَ زَمَانٌ قَلَّمَا قَصَدَا
196- وَرَاجِيَاً مِنْ إِلَهِي أَنْ يُتِيحَ لَنَا *** يَوْمَاً عَلَى ظَفَرٍ أَنْ نُنْشِدَ البُرَدا
197- وَصَلِّ يَا رَبِّ مَا غَنَّتْ مُطَوَّقَةٌ *** تُعَلِّمُ الغُصْنَ مِنْ إِطْرَابِهَا المَيَدَا
198- عَلَى مُحَمَّدٍ الهَادِي مُحَمَّدِنَا *** نَبِيِّنَا شَيْخِنَا مَهْمَا الزَّمَانُ عَدَا (48)
199- وَهَذِهِ بُرْدَةٌ أُخْرَى قَدِ اْخْتُتِمَتْ *** أَبْيَاتُها مِائتَانِ اْسْتُكْمِلَتْ عَدَدَا
200- يَارَبِّ وَاْجْعَلْ مِنَ الخَتْمِ البِدَايَةَ *** وَاْنْــصُرْنَا وَهَيِّءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدَا
****
****
****
****
****
****
****
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)