الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

من اشعار بشار ابن برد

الأَرْضُ مُظْلِمة ٌ والنَّارُ مُشْرِقَة ٌ = والنارُ معبودة ٌ مذ كانت النارُ



ومن عجب الأيام أن قمت ناطقاً = وأنت ضئيلُ الصوت منتفخ السحر



أديسم يا بن الذئب من نسل زارع = أروي هجائي سادراً غير مقصرِ



ماء الصبابة نار الشوق تحدره = فَهَل سمعتْم بماءٍ فاض من نار



سَلَبْتِ عِظَامِي لَحْمَهَا فَتَرَكْتِهَا = عَوَارِيَ فِي أَجْلاَدِهَا تَتَكَسَّرُ
وَأَخْلَيْتِ منها مُخَّها فترَكْتِهَا = أنابيب في أجوافها الريح تصفرُ



الدهر طلاّعٌ بأحداثه = ورُسْلُه فيها المقادير
محجوبة ً تنفذ أحكامها = ليس لنا عن ذاك تأخير



طال هذا الليلُ بل طال السهر = ولقد أعْرِفُ ليلي بالقِصَر
لم يَطُل حتى جفاني شادِنٌ = ناعم الأطراف فتان النظر



ارفق بعمرو إذا حركت نسبتهُ = فإنه عربي من قوارير
ما زال في كير حداد يردده = حَتَّى بَدَا عَرَبِيًّا مُظْلِمَ النُّورِ



وعَيَّرَنِي الأَعْدَاءُ والعيبُ فيهمُ = وليسَ بعارٍ أن يُقال ضَرِيرُ
إِذا أبصر المرءُ المروءة والتُّقى = فإنّ عَمَى العينين ليس يَضيرُ



ألا إن أبا زيدٍ = زنى في ليلة القدر
ولم يرْعَ تعالى اللَّـ = ـهُ ربي حُرْمَة َ الشهر



أَبا حذَيْفَة َ قد أُوتِيتَ مُعْجَبة ً = من خُطْبَة ٍ بَدَهَت من غير تقديرِ
وإن قولاً يروق الخالدين معاً = لمسكتٌ مخرسٌ عن كل تحبير



أبا عمرٍ ما في طلابيك حاجة ٌ = وَلاَ في الذي منَّيْتَنا ثُمَّ أضْجَر
وعدت فلم تصدق وقلت غداً غداً = كما وُعد الكمون شُرْباً مُؤخر



لا أَظْلِمُ اللَّيْلَ ولا أَدَّعِي = أن نجوم الليل ليست تغور
ليلي كما شاءت فإن لم تزر = طال وإن زارت فليلي قصير



أما البخيلُ فلستُ أعذلهُ = كل امرئٍ يعطي على قدره
أعطى البخيل فما انتفعتُ بهِ = وكذاك من يعطيك من كَدَرِه



وخذي ملابس زينة = ومصبغات هن أنور
وإذا دخلنا فادخلي = في الحمر إن الحسن أحمرْ



كأن إبريقنا والقطر في فمه = طير تناولَ ياقوتا بمنقار



ألم تَرَنِي وَيَحْيَى قَدْ حَجَجْنَا = وكانَ الحجُّ من خَيْرِ التجاره
خرجْنا طالبَي خير وبر = فمال بنا الطريق إلى زراره



أصبحتَ مولى ذي الجلال وبعضهم = مولى العُريبِ فجد بفضلكَ وافخرِ
مولاك أكرمُ من تميم كلها = أهلِ الفَعَالِ ومن قُرَيْش الْمَعشَرِ



يا خليلَيَّ أَصِيبا أو ذَرَا = ليس كل البرق يهدي المطرا
لا تكونا كامرىء صاحبتُه = يترك العَيْنَ ويَبْغِي الأَثرا



كَأنَّ بنِي سَدُوسٍ رَهْط ثَوْرٍ = خنافسُ تحت منكسرِ الجدار
تحرِّكُ للفخار زُبانَيَيْها = وفخر الخنفساء من الصغارِ



مسني من صدود عبدة ضر = فبناتُ الفؤاد ما تستقر
ذاك شيءٌ فِي القلْب من حُبّ عَبَّا = دة بادٍ وباطنٌ يستسرُّ



يا واحِدَ العرَبِ الذِي = أمسى وليس له نظير
لو كان مِثْلكَ آخَر = ما كانَ فِي الدنيا فقير



إبليسُ خيرٌ من أبيكم آدمُ = فتنبهوا يا معشرَ الفجار
إبليس من نارٍ وآدمُ طينة ٌ = والأَرْضُ لا تَسْمُو سُمُوَّ النَّارِ



ومسْبَح للسَّمام تَعْضُدُهُ = يهماءُ ما في أديمها أثر
كأنَّهَا بالضحى إِذَا مَرِجَتْ = يَمٌّ تداعَى تَيَّارُهُ الأَشِرُ



قال رِيمٌ مُرَعَّثٌ = سَاحِرُ الطَّرْفِ والنَّظَرْ
لست والله نائلي = قُلْتُ أو يَغْلِبَ القدَرْ



عنْ يَمِينِي وعنْ يسارِي وقُدَّا = مِي وخلْفِي الهَوَى فكيف أَفِرُّ
أَنا إِنْ زُلْتُ عن مَقَامي لأَمْرٍ = رَابَنِي تحْتَ أَخْمَصي مايضُرُّ



يَا عَبْدَ حُبِّي لَكِ مَسْتُور = وكل حب غيره زور
إن كان هجري سَرَّكُمْ فاهْجُرُوا = إِنِّي بما سَرَّكِ مَسْرُورُ



لِعَبْدَة َ دارٌ ما تُكَلِّمُنَا الدَّارُ = تلوحُ مغانيها كما لاح أسطارُ
أسَائِلُ أَحْجَاراً ونُؤْياً مُهَدَّماً = وكيف يجيبُ القول نؤيٌ وأحجارُ



وما ظَفِرَتْ عيني غَدَاة َ لَقِيتُهَا = بشيء سوى أطرافها والمحاجر
وحوراء من حور الجنان غريرة ٍ = يَرَى وجْهَهُ فِي وجهِهَا كُلُّ نَاظِرِ



وأَبْدَى البلَى فيها سُطُوراً مُبِينَة ً = عِبارَاتُهَا أَنْ كلُّ بيتٍ سَيَدْثُرُ
وقفتُ بها صحبي فظلت عراصها = بدمعِي وأنفاسِي تُرَاحُ وتُمْطَرُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق